العلاقة بين السيبو والسمنة أو فقدان الوزن المفاجئ

العلاقة بين السيبو والسمنة أو فقدان الوزن المفاجئ

يُعتبر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) من الاضطرابات الهضمية المعقّدة التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الوزن سواء من خلال فقدانه المفاجئ أو اكتساب وزن غير مبرر.

تحليل SIBO وأهميته الصحية


كثير من المرضى يلاحظون تغيرًا في وزنهم دون تفسير واضح، رغم أن السبب الحقيقي يكمن في خلل التوازن البكتيري في الأمعاء الدقيقة.
في هذا المقال سنناقش العلاقة الدقيقة بين SIBO والوزن، مع شرح الأسباب العلمية، وآلية تأثير البكتيريا على عملية الأيض، وكيف يمكن لمختبرات متخصصة مثل مختبرات الثقة الطبية أن تساعد في الكشف المبكر عن هذه الحالة.


ما هو السيبو؟

السيبو هو اختصار لمصطلح Small Intestinal Bacterial Overgrowth أي “فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة”.
يحدث عندما تتكاثر البكتيريا بشكل غير طبيعي في هذا الجزء من الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى اضطراب في امتصاص العناصر الغذائية، وظهور أعراض مثل الانتفاخ، الغازات، الألم، الإسهال، أو الإمساك.
لكنّ التأثير لا يتوقف عند الجهاز الهضمي فقط، إذ يمتد ليشمل الأيض والوزن والطاقة العامة للجسم.


كيف يمكن أن يؤثر السيبو على الوزن؟

تأثير السيبو على الوزن يعتمد على نوع البكتيريا المسيطرة وعلى مدى شدة الخلل المعوي.
هناك حالتان متعاكستان:

1. SIBO المرتبط بفقدان الوزن

في هذه الحالة، تسبب البكتيريا فرط تخمر للكربوهيدرات والدهون، مما يؤدي إلى:

  • سوء امتصاص المغذيات (خصوصًا فيتامين B12 والدهون).

  • زيادة الإسهال وفقدان السوائل.

  • تلف في جدار الأمعاء الدقيقة مما يمنع امتصاص البروتينات والسكريات بشكل صحيح.
    هذا يؤدي إلى نقص تدريجي في الوزن حتى مع تناول كميات طبيعية من الطعام.

2. SIBO المرتبط بزيادة الوزن

في بعض الحالات، خاصة عندما تزداد أنواع معينة من البكتيريا التي تفرز سمومًا تؤثر على الهرمونات المنظمة للشهية، يحدث العكس:

  • زيادة في الشهية والرغبة في تناول الكربوهيدرات.

  • اضطراب في حساسية الإنسولين مما يؤدي إلى تخزين الدهون بسهولة أكبر.

  • بطء في حركة الأمعاء يؤدي إلى الإمساك والاحتباس المائي.
    وبالتالي يمكن أن يُلاحظ المريض زيادة غير مبررة في الوزن رغم النظام الغذائي الثابت.


لماذا يؤثر السيبو على امتصاص الطعام؟

الأمعاء الدقيقة مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات، البروتينات، والدهون.
لكن في حالة السيبو، تتنافس البكتيريا مع الجسم على هذه العناصر، فتستهلكها قبل أن يمتصها الجسم، مما يؤدي إلى:

  • نقص في الفيتامينات الذائبة في الدهون (A, D, E, K).

  • سوء امتصاص الكالسيوم والحديد.

  • إنتاج غازات مثل الهيدروجين والميثان التي تسبب الانتفاخ والإسهال أو الإمساك.

هذا الاضطراب في الامتصاص يجعل الجسم إما يفقد الطاقة والوزن بسرعة، أو يحاول تعويض النقص بزيادة الشهية وتخزين الدهون.


ما العلاقة بين السيبو والهرمونات المنظمة للوزن؟

تؤثر البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة على توازن عدة هرمونات تتحكم في الجوع والشبع مثل:

  • اللبتين (Leptin) المسؤول عن الشعور بالشبع.

  • الغرلين (Ghrelin) المحفز للجوع.

عندما يختل التوازن البكتيري، قد يُفرز الجسم كميات غير طبيعية من هذه الهرمونات، مما يؤدي إلى تغيّر في السلوك الغذائي وزيادة أو نقص في الوزن دون تفسير واضح.


هل يمكن أن يؤدي علاج السيبو إلى استعادة الوزن الطبيعي؟

نعم، بعد العلاج المناسب واستعادة التوازن الميكروبي في الأمعاء، يبدأ الجسم تدريجيًا في تصحيح عملية الامتصاص واستعادة الوزن إلى المعدل الطبيعي.
العلاج يشمل عادةً:

  • استخدام مضادات حيوية محددة مثل Rifaximin لتقليل البكتيريا الزائدة.

  • حمية غذائية منخفضة الـFODMAP لتقليل التخمر والغازات.

  • دعم الجسم بمكملات مثل البروبيوتيك والإنزيمات الهضمية.

ومع تحسّن وظيفة الأمعاء، يبدأ المريض بملاحظة تحسن في الطاقة والمزاج واستقرار في الوزن.


ما الأسباب التي تجعل بعض مرضى السيبو يعانون من السمنة؟

قد يعاني بعض مرضى السيبو من السمنة لعدة أسباب مترابطة:

  1. تباطؤ حركة الأمعاء مما يقلل من معدل الحرق.

  2. زيادة بكتيريا الميثان التي تبطئ الإخراج وترفع مستوى الطاقة الممتصة من الطعام.

  3. الخلل الهرموني الذي يزيد الرغبة في تناول السكريات.

  4. قلة النوم والتوتر المزمن المرتبطان باضطرابات الأمعاء.

تشير الدراسات إلى أن مرضى السيبو الذين تنتج أمعاؤهم غاز الميثان أكثر عرضة لزيادة الوزن مقارنةً بمن ينتجون غاز الهيدروجين.


كيف يمكن لمختبرات ثقة الطبية المساعدة؟

يُعد تحليل التنفس الخاص بـSIBO أفضل وسيلة للكشف عن نوع الغاز الذي تنتجه البكتيريا (الهيدروجين أو الميثان)، مما يساعد الطبيب على تحديد نوع السيبو وتأثيره على الوزن.
مختبرات الثقة الطبية توفر:

  • خدمة تحليل السيبو المنزلي مع توصيل كيت الفحص إلى باب المنزل.

  • تقرير دقيق يوضح نوع الغاز ودرجته.

  • إشراف طبي متخصص لمتابعة الحالة وتقديم خطة علاجية شخصية.

إجراء هذا الفحص خطوة أساسية لأي شخص يعاني من تغير مفاجئ في الوزن دون تفسير واضح.


الأسئلة الشائعة

هل فقدان الوزن المفاجئ يعني بالضرورة الإصابة بالسيبو؟
ليس دائمًا، لكنه أحد العلامات المحتملة، خصوصًا إذا ترافق مع انتفاخ، إسهال، أو نقص فيتامينات.
يفضل إجراء تحليل السيبو لتأكيد التشخيص.

هل يمكن أن يسبب السيبو السمنة دون زيادة في الأكل؟
نعم، لأن بعض أنواع البكتيريا تغير في طريقة استخدام الجسم للطاقة وتخزينها، مما يؤدي إلى اكتساب الوزن حتى دون تناول كميات إضافية من الطعام.

هل يُعالج اضطراب الوزن تلقائيًا بعد علاج السيبو؟
في معظم الحالات، نعم. مع استعادة توازن الأمعاء، يتحسن الامتصاص والتمثيل الغذائي، ويعود الوزن تدريجيًا إلى طبيعته.


الخلاصة

إن العلاقة بين السيبو والوزن معقدة ومتعددة الجوانب، حيث يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن المفاجئ أو السمنة تبعًا لنوع البكتيريا وشدة الخلل المعوي.
فهم هذه العلاقة يساعد الأطباء والمرضى على التعامل مع المشكلة من جذورها بدلًا من التركيز على الأعراض فقط.
لذلك، يُنصح بإجراء تحليل السيبو في مختبرات متخصصة مثل مختبرات الثقة الطبية لتحديد نوع البكتيريا ووضع خطة علاجية دقيقة تُعيد للجسم توازنه الطبيعي.

المصدر: Cleveland Clinic – Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

للتواصل
WhatsApp
Scroll to Top