هل السمنة تسبب تساقط الشعر؟ هذا السؤال يطرح نفسه على الكثير من الأشخاص الذين يواجهون مشكلة الوزن الزائد، حيث يلاحظ البعض تغيرات في كثافة شعرهم خلال فترة معاناتهم من السمنة. إن العلاقة بين الوزن الزائد وصحة الشعر ليست مجرد صدفة، بل تتأثر بمجموعة من العوامل الصحية والهرمونية.
في هذا المقال، سنعرف بالتفصيل إجابة سؤال هل السمنة تسبب تساقط الشعر، وسنلقي الضوء على العلاقة بين زيادة الوزن وصحة الشعر بشكل عام، مستعرضين الأسباب والعوامل المساهمة في هذه الظاهرة.
هل السمنة تسبب تساقط الشعر؟
السمنة ليست مجرد قضية صحية تؤثر على الوزن فقط، بل تؤثر أيضًا على وظائف متعددة داخل الجسم، من ضمنها صحة الشعر. وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان أن السمنة، وخاصة الناتجة عن نظام غذائي عالي الدهون، قد تؤدي إلى تساقط الشعر.
كيف؟ تبين أن تراكم الدهون الزائدة يحفز إشارات التهابية تستنزف الخلايا الجذعية المسؤولة عن تجديد بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى ضعف بصيلات الشعر وتوقفها عن النمو بشكل طبيعي.
إضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن زيادة الدهون في الجسم تخلق اختلالات هرمونية، خاصة ارتفاع مستوى هرمون ديهدروتستوستيرون (DHT) المعروف بتأثيره السلبي على الشعر وهو من الهرمونات التي تؤثر على تساقط الشعر، إذ يعمل على تقليص حجم البصيلات مما يساهم في تساقط الشعر.
هذه الظاهرة قد تكون أكثر وضوحاً عند النساء اللواتي يعانين من السمنة؛ إذ يزيد لديهن خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، والتي قد تؤدي بدورها إلى مشاكل هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض، مما يزيد من احتمال تساقط الشعر. لذلك، الإجابة على سؤال هل السمنة تسبب تساقط الشعر؟ هي نعم.
إذا كنت قلقًا بشأن تساقط شعرك وتعتقد أن وزنك قد يكون له دور في ذلك، فإن الحصول على تحليل الشعر يمكن أن يكون خطوة مهمة.
مختبرات ثقة الطبية أفضل مختبرات الرياض تقدم خدمات تحليل متكاملة تشمل التغيرات الهرمونية الناتجة عن السمنة وتقييم مستويات العناصر الغذائية المفقودة بسبب النظام الغذائي غير السليم. من خلال هذا التحليل، يمكنك فهم العوامل المؤثرة على صحة شعرك واتخاذ خطوات فعالة لتعزيز كثافته.
هل زيادة الوزن تؤثر على نمو الشعر؟
يمكن أن تؤثر زيادة الوزن على نمو الشعر بطرق غير مباشرة، حيث ترتبط بعض العوامل الصحية المتعلقة بزيادة الوزن بضعف صحة الشعر وتساقطه. إليك تلك العوامل بالتفصيل:
1. العوامل الهرمونية
مثلما تحدثنا في الفقرة السابقة أن زيادة الوزن خاصة في منطقة البطن، قد تؤدي إلى اضطرابات في الهرمونات مثل هرمون التستوستيرون والأندروجين. هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى ما يعرف بتساقط الشعر الهرموني، والذي قد يحدث بشكل خاص عند النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض.
كما أن الدهون الزائدة قد تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الإستروجين في الجسم، مما يؤثر على دورة نمو الشعر ويسبب تغيرات قد تؤدي إلى ضعف الشعر أو تساقطه.
2. مقاومة الأنسولين
الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن قد يكونون أكثر عرضة لمشكلة مقاومة الأنسولين، وهي حالة تعيق استخدام الجسم للجلوكوز بكفاءة.
تشير بعض الدراسات إلى أن مقاومة الأنسولين قد تكون مرتبطة بتساقط الشعر، حيث يؤثر هذا الخلل على تدفق الدم إلى بصيلات الشعر ويضعف تغذيتها.
3. التغذية ونوعية الطعام
عادة ما ترتبط زيادة الوزن باتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية والدهون غير الصحية وقليل من الأغذية الصحية، مما يؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات الضرورية للجسم والتي منها فيتامين لمنع تساقط الشعر وتكثيفه.
نقص بعض العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن مثل كفيتامين ب، والزنك، والحديد يؤثر بشكل كبير على صحة الشعر وقوته.
على سبيل المثال، نقص البروتينات والأحماض الدهنية الأساسية يؤثر على هيكل الشعر ونموه، حيث تعتبر البروتينات مكونات أساسية للشعر، وعند نقصانها، يضعف الشعر ويصبح أكثر عرضة للتساقط.
4. الإجهاد التأكسدي
زيادة الوزن ترتبط عادة بزيادة الالتهابات والإجهاد التأكسدي في الجسم، وهي عوامل تؤدي إلى تلف بصيلات الشعر.
تراكم الجذور الحرة يعيق الدورة الدموية ويؤثر سلبًا على صحة فروة الرأس، مما قد يؤدي إلى تساقط الشعر وتباطؤ نموه.
5. التوتر والقلق
يعاني الأشخاص الذين يواجهون زيادة في الوزن أحياناً من التوتر والضغط النفسي، سواء بسبب الوزن نفسه أو بسبب المشكلات الصحية المتعلقة به. وقد ثبت أن التوتر يسبب تساقط الشعر أو يزيده سوءاً من خلال تأثيره على دورة نمو الشعر الطبيعية.
هل يعود الشعر المتساقط بسبب الرجيم؟
يعود الشعر المتساقط بسبب الرجيم بالتدريج ما لم يكن هناك فقر دم أو أي أمراض اخرى بسبب الرجيم ، ولكن يعتمد ذلك على عدة عوامل مثل شدة التساقط، وطول مدة الرجيم، وتدارك نقص العناصر الغذائية بسرعة.
عادةً ما يكون التساقط مؤقتًا، خاصة إذا كان ناتجًا عن نقص في العناصر الغذائية أو إجهاد الجسم بسبب نظام غذائي قاسي.
إليك بعض التفاصيل حول كيف يستعيد الشعر نموه بعد التساقط بسبب الرجيم:
- التغذية السليمة: عندما يكون تساقط الشعر ناتجًا عن نقص الفيتامينات والمعادن الضرورية مثل فيتامينات ب، والزنك، والحديد، والبروتين، فإن إمداد الجسم بهذه العناصر مجددًا يساعد الشعر على استعادة نموه.
- الدورة الطبيعية لنمو الشعر والصبر: تتألف دورة نمو الشعر من مراحل عديدة: النمو، والراحة، والتساقط، وإعادة النمو، وبعد تعافي الجسم قد يحتاج الشعر من 3 إلى 6 أشهر ليبدأ بالنمو مجددًا بشكل ملحوظ، لذا يتطلب الأمر صبرًا حتى يظهر التحسن.
- تناول المكملات الغذائية: في حال لم يكن بالإمكان الحصول على العناصر الغذائية اللازمة من الطعام وحده، يمكنك إجراء تحاليل شاملة، ثم استشارة الطبيب حول تناول مكملات مثل البيوتين أو فيتامين د والحديد لدعم نمو الشعر بشكل صحي.
- تقليل التوتر والإجهاد: التوتر والإجهاد الشديد قد يؤثران على نمو الشعر، لذا يساعد تقليل التوتر والحصول على راحة كافية في استعادة نموه الطبيعي.
للكشف عن السبب الأساسي لمشكلة تساقط الشعر ومعرفة الخلل بدقة، يُنصح بالحصول على باقة تساقط الشعر من مختبرات ثقة. هذه الباقة مخصصة لصحة الشعر، حيث تشمل تحليلات لمستويات العناصر الغذائية والتغيرات الهرمونية، مما يساعد على تحديد الأسباب بدقة، سواء كانت ناتجة عن السمنة أو عوامل أخرى.
من خلال ذلك، يمكنك الحصول على خطة مخصصة لدعم صحة شعرك واستعادة حيويته بشكل فعّال والإستفادة من عروض ثقة.
هل اتباع نظام غذائي غني بالدهون يسبب تساقط الشعر؟
نعم، اتباع نظام غذائي غني بالدهون يسبب تساقط الشعر، وفقًا لدراسة نُشرت عام 2021 في مجلة نيتشر.
أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الدهون يكونون أكثر عرضة لترقق الشعر وفقدانه.
وأوضح الباحث هيرونوبو موريناغا أن هذا النوع من النظام الغذائي يسرّع ترقق الشعر عن طريق استنزاف الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر، والتي تلعب دورًا أساسيًا في تجديد ونمو الشعر.
في ختام حديثنا عن هل السمنة تسبب تساقط الشعر؟، نجد أن السمنة تؤثر سلبًا على صحة الشعر من خلال العوامل الهرمونية والنظام الغذائي. لذا، من المهم اتباع نمط حياة صحي وإجراء تحاليل تساقط الشعر للنساء وغير النساء واستشارة مختص لتحسين صحة الشعر وتعزيز نموه.
