متى يجب إجراء تحليل السيبو -دليلك لمعرفة الوقت الأنسب لاكتشاف فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة
يُعتبر فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) من الاضطرابات الهضمية التي قد تمرّ دون تشخيص لفترات طويلة بسبب تشابه أعراضها مع أمراض أخرى مثل القولون العصبي أو حساسية الطعام.
لكن الكشف المبكر من خلال تحليل السيبو التنفسي يساعد بشكل كبير على فهم السبب الجذري للمشكلة ووضع خطة علاج فعّالة.
في هذا المقال، سنوضح متى يجب إجراء تحليل السيبو، وما العلامات التي تستدعي الفحص، وما مدى تكراره، مع توضيح دور الطبيب في تفسير النتائج واتخاذ القرار العلاجي الصحيح.
المصدر: Cleveland Clinic – Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO)
ما هو تحليل السيبو؟
تحليل السيبو (SIBO Breath Test) هو فحص تنفسي غير جراحي يُستخدم للكشف عن وجود بكتيريا زائدة في الأمعاء الدقيقة.
يقيس التحليل غازي الهيدروجين والميثان في الزفير بعد شرب محلول يحتوي على الجلوكوز أو اللاكتولوز.
ارتفاع نسبة هذه الغازات في وقت مبكر من الفحص يشير إلى أن البكتيريا الزائدة تقوم بتخمير السكريات في الأمعاء الدقيقة بدلًا من الغليظة، وهو ما يسبب أعراض الانتفاخ والإسهال والإمساك وغيرها.
المؤشرات التي تستدعي إجراء تحليل السيبو
من المهم إجراء فحص السيبو عندما تبدأ أعراض الجهاز الهضمي بالظهور بشكل متكرر أو مزمن دون تفسير واضح من التحاليل التقليدية.
فيما يلي أبرز الحالات التي تستدعي الفحص:
1. الانتفاخ المزمن بعد الأكل
إذا كنت تشعر بانتفاخ واضح في البطن بعد تناول وجبة خفيفة أو أي طعام يحتوي على سكريات أو ألياف، فقد يكون السبب تخمر الطعام في الأمعاء الدقيقة نتيجة وجود بكتيريا زائدة.
2. الغازات المفرطة وصوت الغليان في البطن
يُعد إنتاج الغازات بشكل متكرر من أكثر أعراض SIBO شيوعًا، إذ تنتج البكتيريا الهيدروجين والميثان أثناء هضم الطعام قبل وصوله للقولون.
3. الإسهال أو الإمساك المستمر
في بعض الأشخاص، تفرز البكتيريا مواد تؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء (إسهال)، بينما في آخرين تسبب بطء الحركة (إمساك).
ويعتمد هذا الاختلاف على نوع الغاز المتولد:
-
الهيدروجين: يسبب الإسهال.
-
الميثان: يسبب الإمساك.
4. نقص الوزن أو سوء امتصاص الفيتامينات
البكتيريا الزائدة تتغذى على العناصر الغذائية قبل امتصاصها من الأمعاء، مما يؤدي إلى نقص الحديد وفيتامين B12، وبالتالي الإرهاق وضعف المناعة.
5. تشخيص القولون العصبي دون تحسن واضح
كثير من مرضى القولون العصبي يعانون في الواقع من SIBO غير مكتشف.
تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 80٪ من حالات القولون العصبي قد تكون مرتبطة بفرط نمو البكتيريا.
متى يصبح تحليل السيبو ضرورة طبية؟
يجب التفكير في إجراء التحليل في الحالات التالية:
-
إذا استمرت الأعراض لأكثر من 3 أشهر رغم تعديل النظام الغذائي أو استخدام أدوية القولون.
-
عند وجود أعراض سوء امتصاص مثل فقدان الوزن غير المبرر أو فقر الدم.
-
إذا تم استخدام مضادات الحموضة لفترات طويلة، إذ تقلل هذه الأدوية حموضة المعدة وتسمح للبكتيريا بالنمو.
-
بعد جراحة في الجهاز الهضمي مثل استئصال المرارة أو الأمعاء، حيث تتغير حركة الجهاز الهضمي الطبيعية.
-
في حالة الإصابة بـ داء السكري أو أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على حركة الأمعاء.
هل يكفي إجراء التحليل مرة واحدة فقط؟
قد يُطلب من بعض المرضى تكرار تحليل السيبو بعد فترة العلاج، خصوصًا إذا كانت الأعراض تعود من جديد.
تكرار التحليل يساعد على:
-
تأكيد فعالية العلاج (بعد استخدام المضادات الحيوية).
-
رصد أي انتكاس محتمل بعد أسابيع أو أشهر.
-
ضبط النظام الغذائي بناءً على نتائج التوازن البكتيري الجديدة.
ينصح الأطباء بإعادة التحليل كل 3 إلى 6 أشهر في الحالات المزمنة أو التي تعاني من اضطرابات في حركة الأمعاء.
كيف يتم إجراء تحليل السيبو؟
التحليل بسيط وغير مؤلم، ويمكن إجراؤه في المختبر أو من المنزل عبر تحليل السيبو المنزلي المتوفر من مختبرات الثقة الطبية.
الخطوات الأساسية تشمل:
-
الصيام لمدة 12 ساعة قبل الاختبار.
-
شرب محلول الجلوكوز أو اللاكتولوز صباحًا.
-
قياس الغازات في الزفير كل 20 دقيقة تقريبًا لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات.
-
يتم تحليل العينات لقياس ارتفاع غازي الهيدروجين والميثان ومقارنتها بالمستوى الطبيعي.
ما دور الطبيب بعد إجراء التحليل؟
الطبيب المتخصص هو الجهة الوحيدة القادرة على تفسير نتائج فحص السيبو بشكل دقيق وربطها بالأعراض السريرية.
فنتيجة التحليل وحدها لا تكفي، إذ يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار عوامل مثل:
-
النظام الغذائي للمريض.
-
الأدوية المستخدمة (مثل مضادات الحموضة أو البروبيوتيك).
-
التاريخ الطبي وأي جراحات سابقة.
بعد التشخيص، يضع الطبيب خطة علاج متكاملة تشمل:
-
مضادات حيوية موجهة مثل Rifaximin أو Neomycin.
-
تعديلات غذائية مثل حمية Low-FODMAP لتقليل التخمّر.
-
مكملات غذائية لتعويض النقص في الفيتامينات والمعادن.
ما الفرق بين تحليل السيبو وفحوصات الجهاز الهضمي الأخرى؟
التحليل التنفسي للسيبو يتميز بأنه:
-
غير جراحي ولا يتطلب منظارًا.
-
يقيس نشاط البكتيريا بشكل مباشر.
-
يقدم تشخيصًا مبكرًا قبل تطور المضاعفات.
-
يمكن إجراؤه في المنزل بسهولة مع إرشادات بسيطة.
بينما الفحوصات الأخرى مثل الأشعة أو تحليل البراز قد لا تكشف عن السبب الجذري لاضطراب الهضم، وهو فرط نمو البكتيريا الدقيقة.
أسئلة شائعة حول تحليل السيبو
هل يمكن إجراء تحليل السيبو أثناء تناول الأدوية؟
يُفضل التوقف عن تناول المضادات الحيوية والبروبيوتيك قبل التحليل بـ 7 إلى 14 يومًا للحصول على نتيجة دقيقة.
هل التحليل مناسب لجميع الأعمار؟
نعم، يمكن إجراؤه للبالغين والأطفال فوق عمر 10 سنوات بعد استشارة الطبيب.
هل هناك تحاليل بديلة للسيبو؟
توجد تحاليل دموية أو برازية مساعدة، لكنها لا تُغني عن تحليل الزفير التنفسي الذي يُعد الأدق عالميًا.
هل يغطي التأمين الصحي تكلفة الفحص؟
يعتمد ذلك على الجهة التأمينية، لكن العديد من المختبرات تقدم عروضًا مخفّضة وفحصًا منزليًا شاملاً.
تحليل السيبو في مختبرات الثقة الطبية
تُقدّم مختبرات الثقة الطبية خدمة تحليل السيبو باحترافية عالية ودقة معتمدة، وتشمل الخدمة:
-
توصيل كيت التحليل إلى المنزل مجانًا.
-
إرشادات تفصيلية لتنفيذ الفحص بخطوات بسيطة.
-
تحليل العينات وإصدار التقرير الطبي الإلكتروني.
-
إمكانية المتابعة مع الطبيب لتفسير النتيجة ووضع خطة علاج مناسبة.
هذه الخطوات تضمن للمريض راحة تامة وسرعة في الحصول على التشخيص الصحيح دون الحاجة للانتظار في المستشفيات أو المراكز.
متى يُعاد التحليل بعد العلاج؟
عادةً يُعاد التحليل بعد 4 إلى 6 أسابيع من انتهاء العلاج، للتأكد من القضاء على البكتيريا الزائدة.
إعادة التحليل ضرورية خصوصًا في الحالات التي:
-
عانت من انتكاسات سابقة.
-
أو لم تشهد تحسنًا كبيرًا بعد أول دورة علاج.
الخلاصة
يُعد تحليل السيبو التنفسي أداة تشخيصية أساسية لكل من يعاني من انتفاخ مزمن، أو اضطرابات في الإخراج، أو تعب بعد الأكل.
إجراء التحليل في الوقت المناسب يعني الكشف المبكر عن المشكلة، والبدء بعلاج فعال قبل تفاقم الأعراض أو حدوث نقص في المغذيات.
إذا كانت الأعراض التي تعاني منها مستمرة رغم تغيير النظام الغذائي أو العلاج، فربما حان الوقت لإجراء تحليل السيبو في مختبرات الثقة الطبية بخدمة منزلية آمنة وسريعة.
المصدر:
Cleveland Clinic – Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO)
