كيف يميز الدكتور بين السيبو والقولون العصبي

دليل شامل لفهم الفروقات الدقيقة بين المرضين وطرق التشخيص الحديثة

كيف يميز الدكتور بين السيبو والقولون العصبي – في السنوات الأخيرة، ازداد الحديث حول مرض فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، بسبب تشابه أعراضه مع متلازمة القولون العصبي (IBS)، ما جعل كثيرًا من المرضى يعانون من التشخيص الخاطئ أو التأخر في العلاج.
يهدف هذا المقال إلى توضيح الفرق بين السيبو والقولون العصبي، وكيف يميز الطبيب بينهما باستخدام الفحوصات الحديثة والتاريخ المرضي للمريض، مع الاستعانة بمصدر علمي موثوق من Mayo Clinic.

تحليل SIBO وأهميته الصحية


ما هو السيبو (SIBO)؟

السيبو هو حالة يحدث فيها نمو مفرط للبكتيريا في الأمعاء الدقيقة، مما يؤدي إلى اضطراب في امتصاص الطعام وحدوث أعراض هضمية متعددة.
يحدث هذا النمو نتيجة خلل في حركة الأمعاء أو ضعف في الصمامات التي تفصل بين الأمعاء الدقيقة والغليظة.

أعراض السيبو الشائعة:

  • انتفاخ شديد بعد الأكل.

  • غازات متكررة برائحة كريهة.

  • إسهال أو إمساك مزمن.

  • فقدان وزن غير مبرر.

  • نقص فيتامينات مثل B12 والحديد.


ما هو القولون العصبي (IBS)؟

أما القولون العصبي فهو اضطراب وظيفي في الأمعاء الغليظة، لا يرتبط بوجود بكتيريا زائدة، بل بتفاعل بين الجهاز العصبي والقولون يؤدي إلى حساسية مفرطة واضطراب في حركة الأمعاء.

أعراض القولون العصبي:

  • آلام بطن متكررة تتحسن بعد الإخراج.

  • إمساك أو إسهال أو تناوب بينهما.

  • شعور بعدم إفراغ الأمعاء بالكامل.

  • انتفاخ خفيف يتحسن بتعديل النظام الغذائي أو عند تجنب التوتر.


لماذا يُخطئ البعض بين السيبو والقولون العصبي؟

الخلط بين الحالتين شائع جدًا لأن الأعراض متشابهة إلى حد كبير، خصوصًا الانتفاخ، والغازات، واضطراب الإخراج.
لكن الفارق الجوهري يكمن في السبب والعلاج؛ إذ إن السيبو حالة ميكروبية قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية، بينما القولون العصبي اضطراب وظيفي مزمن يحتاج إلى تعديل نمط الحياة والعلاج السلوكي والغذائي.

اقرا ايضا: العلاقة بين التوتر النفسي وفرط نمو البكتيريا


كيف يميز الطبيب بين السيبو والقولون العصبي؟

1. التاريخ المرضي المفصل

يبدأ الطبيب بجمع معلومات دقيقة حول الأعراض، ومدى ارتباطها بالطعام، وتوقيت ظهورها، والأمراض السابقة.
على سبيل المثال:

  • في السيبو، يكون الانتفاخ شديدًا جدًا بعد الوجبات الصغيرة.

  • أما في القولون العصبي، فيرتبط الألم أكثر بالحالة النفسية أو التوتر.

2. الفحص السريري

يفحص الطبيب البطن بدقة، ويلاحظ الأصوات المعوية ومدى تمددها.
في حالات السيبو، قد يلاحظ الطبيب علامات سوء امتصاص أو نقص الوزن، وهي لا تظهر عادة في القولون العصبي.

3. الفحوصات المخبرية والتشخيصية

هنا يكمن الفرق الأوضح بين المرضين:

أ. تحليل التنفس (Breath Test)

هو الاختبار الرئيسي لتشخيص السيبو، ويُعرف بـ تحليل تنفس الهيدروجين أو الميثان.
يقيس كمية الغازات الناتجة بعد تناول محلول سكري (الجلوكوز أو اللاكتولوز).

  • إذا ارتفعت مستويات الغازات مبكرًا → النتيجة إيجابية للسيبو.

  • إذا كانت طبيعية → يُرجح أن الحالة قولون عصبي.

ب. تحاليل الدم

قد يطلب الطبيب فحوصات لقياس نقص الفيتامينات والمعادن (B12، الحديد، الفولات)، وهي مؤشرات شائعة في مرضى السيبو، ونادرة في القولون العصبي.

ج. تنظير الأمعاء أو الأشعة

في بعض الحالات المعقدة، يلجأ الطبيب إلى تنظير الجهاز الهضمي أو الأشعة المقطعية للتأكد من عدم وجود أمراض عضوية تسبب أعراضًا مشابهة.


الأسئلة الشائعة حول التفريق بين السيبو والقولون العصبي

هل يمكن أن يجتمع السيبو والقولون العصبي في شخص واحد؟
نعم، فبعض الدراسات تشير إلى أن ما يقارب 40% من مرضى القولون العصبي لديهم في الحقيقة SIBO غير مشخص، مما يجعل العلاج الموجه للسيبو يحسن أعراض القولون بشكل ملحوظ.

هل السيبو دائم مثل القولون العصبي؟
لا، السيبو يمكن علاجه بشكل نهائي بالمضادات الحيوية وتنظيم التغذية، بينما القولون العصبي هو اضطراب مزمن يحتاج إلى إدارة طويلة الأمد.

هل يمكن تشخيص السيبو من الأعراض فقط؟
لا، لأن الأعراض متشابهة، لذلك يعتمد الطبيب على تحليل التنفس كأداة حاسمة للتشخيص.

اقرا ايضا:توعية المرضى بأعراض وتشخيص وعلاج السيبو


كيف يمكن التمييز بناءً على نمط الحياة والغذاء؟

السيبو:

  • تزداد الأعراض بعد تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المخمرة مثل البقوليات والبصل.

  • المريض يعاني من إسهال دهني أحيانًا بسبب سوء امتصاص الدهون.

  • الاستجابة للعلاج بالمضادات الحيوية تكون واضحة وسريعة.

القولون العصبي:

  • الأعراض ترتبط غالبًا بالتوتر النفسي أو قلة النوم.

  • تتحسن الحالة مع تجنب الأطعمة المثيرة مثل الكافيين والدهون.

  • لا يظهر تحسن كبير بعد تناول المضادات الحيوية.


دور الطبيب في التشخيص الدقيق

يشدد الأطباء على أن التمييز بين الحالتين يحتاج إلى تقييم شامل يشمل:

  • مراجعة النظام الغذائي اليومي.

  • ملاحظة تفاعل الجسم مع الأطعمة.

  • إجراء الفحوصات اللازمة.

  • متابعة الاستجابة للعلاج.

الخطأ في التشخيص قد يؤدي إلى استمرار الأعراض لسنوات دون تحسن، خصوصًا عند الاكتفاء بعلاج القولون العصبي دون فحص السيبو.


متى يجب على المريض إجراء فحص السيبو؟

يُنصح بإجراء الفحص في الحالات التالية:

  • إذا استمرت أعراض القولون رغم الالتزام بالعلاج.

  • عند وجود انتفاخ مزمن وشديد لا يتناسب مع كمية الطعام.

  • إذا ظهر نقص في الوزن أو فقر دم غير مبرر.

  • عند ملاحظة رائحة فم كريهة مرتبطة بالأمعاء.


كيف يساعد التشخيص الصحيح في تحسين جودة الحياة؟

عندما يحدد الطبيب بدقة أن الحالة SIBO وليست IBS، يتمكن من وصف العلاج المناسب مثل:

  • المضاد الحيوي Rifaximin الذي يقضي على البكتيريا الزائدة.

  • تحسين حركة الأمعاء بالأدوية أو المكملات.

  • تعديل النظام الغذائي مثل حمية Low-FODMAP.

هذا التشخيص الدقيق يؤدي إلى اختفاء الانتفاخ وتحسن الهضم والطاقة العامة، مما ينعكس على الحالة النفسية للمريض.


الخلاصة

التمييز بين السيبو والقولون العصبي ليس بالأمر السهل، لكنه ممكن من خلال الجمع بين الأعراض والفحوصات الدقيقة، وعلى رأسها تحليل التنفس.
القولون العصبي اضطراب وظيفي، بينما السيبو حالة ميكروبية تحتاج إلى علاج محدد.
استشارة الطبيب المتخصص وإجراء التحليل المناسب هما الخطوتان الأساسيتان لاستعادة راحة الجهاز الهضمي وجودة الحياة اليومية.


المصدر:
Mayo Clinic – Small intestinal bacterial overgrowth (SIBO)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

للتواصل
WhatsApp
Scroll to Top