الأسباب الشائعة لنمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)
برعاية مختبرات ثقة الطبية – لتحليل وتشخيص السيبو بدقة عالية من المنزل
مقدمة: عندما تختل توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي
الجهاز الهضمي هو موطن لمليارات البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا أساسيًا في الهضم وصحة المناعة. ولكن في بعض الحالات، يحدث خلل في هذا التوازن، فتتكاثر البكتيريا في الأمعاء الدقيقة بدلًا من أن تبقى في القولون، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO).
هذه الحالة تسبب أعراضًا مزعجة مثل الانتفاخ، الغازات، الإسهال أو الإمساك، وسوء امتصاص المغذيات.
في هذا المقال سنتعرف على الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى حدوث SIBO، مع توضيح كيف يمكن الوقاية والعلاج المبكر للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وجودة الحياة اليومية.
ما هو SIBO؟ ولماذا يُعد مشكلة طبية شائعة؟
SIBO هو اختصار لـ Small Intestinal Bacterial Overgrowth، ويعني “فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة”.
يحدث هذا الاضطراب عندما تهاجر البكتيريا الموجودة طبيعيًا في القولون إلى الأمعاء الدقيقة، أو عندما تتكاثر فيها بشكل مفرط.
الأمعاء الدقيقة بيئة يفترض أن تكون منخفضة البكتيريا لتسمح بامتصاص المغذيات بفعالية.
لكن عند زيادة البكتيريا، تبدأ في تخمر الطعام مبكرًا، مما ينتج عنه غازات وأحماض تسبب الانتفاخ والألم وسوء الهضم.
ما الأسباب التي تؤدي إلى فرط نمو البكتيريا؟
تتعدد العوامل التي تمهد للإصابة بـ SIBO، وغالبًا ما ترتبط بمشكلات في حركة الأمعاء أو المناعة أو بنية الجهاز الهضمي.
فيما يلي أهم الأسباب الشائعة:
1. بطء حركة الأمعاء (خلل في “الموجات الحركية”)
الأمعاء الدقيقة تعتمد على حركة تموجية مستمرة تُعرف باسم migrating motor complex (MMC) لتفريغ بقايا الطعام والبكتيريا.
عندما تتباطأ هذه الحركة، يتراكم الطعام لفترة أطول مما يسمح للبكتيريا بالنمو.
من أسباب بطء حركة الأمعاء:
-
قلة النشاط البدني.
-
الإمساك المزمن.
-
بعض الأدوية مثل مضادات التشنجات والمهدئات.
-
أمراض مثل السكري التي تؤثر على الأعصاب المنظمة للحركة المعوية.
سؤال شائع:
🔹 هل بطء الأمعاء وحده يسبب SIBO؟
ليس بالضرورة، لكنه من أهم العوامل المساعدة، خصوصًا عند وجود عوامل أخرى مثل ضعف المناعة أو استخدام الأدوية لفترات طويلة.
2. استخدام مضادات الحموضة لفترة طويلة
مضادات الحموضة (مثل مثبطات مضخة البروتون) تقلل من إفراز حمض المعدة، وهو عنصر رئيسي في قتل البكتيريا الداخلة مع الطعام.
عند ضعف الحموضة، تمر البكتيريا إلى الأمعاء الدقيقة دون تدميرها، مما يزيد من احتمالية نموها هناك.
سؤال شائع:
🔹 هل يمكن الاستمرار بأخذ مضادات الحموضة مع علاج SIBO؟
ينصح الأطباء عادة بتقليل الجرعة أو إيقافها مؤقتًا بإشراف طبي، لأن استمرارها قد يعيق نجاح العلاج.
3. التشوهات التشريحية في الأمعاء الدقيقة
بعض الأشخاص لديهم تغيرات بنيوية في الأمعاء تجعلها أكثر عرضة لتجمع الطعام والبكتيريا.
أمثلة على ذلك:
-
الالتصاقات بعد العمليات الجراحية.
-
جيوب أو توسعات في جدار الأمعاء (Diverticula).
-
انسدادات جزئية أو ضيق مزمن في الأمعاء.
هذه التشوهات تمنع التصريف الطبيعي للطعام وتخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا.
4. الأمراض المزمنة المرتبطة بالجهاز الهضمي
العديد من الأمراض المزمنة تضعف وظائف الجهاز الهضمي أو تؤثر على حركة الأمعاء، مما يرفع خطر الإصابة بالسيبو، ومنها:
-
داء السكري: بسبب تلف الأعصاب المعوية.
-
الداء البطني (Celiac disease): نتيجة تلف الزُغابات المعوية.
-
مرض كرون: بسبب الالتهابات المتكررة والندبات.
-
قصور البنكرياس: الذي يعيق إفراز الإنزيمات الهاضمة.
كل هذه الحالات تسهم في خلق بيئة داخل الأمعاء تسهّل نمو البكتيريا الضارة.
5. ضعف الجهاز المناعي
يلعب جهاز المناعة دورًا رئيسيًا في الحفاظ على التوازن البكتيري.
عند حدوث ضعف مناعي (بسبب الأمراض المزمنة، التقدم بالعمر، أو بعض الأدوية)، يصبح الجسم أقل قدرة على مقاومة البكتيريا في الأمعاء الدقيقة.
سؤال شائع:
🔹 هل ضعف المناعة وحده كافٍ للإصابة بـ SIBO؟
غالبًا لا، لكنه يزيد القابلية للإصابة عندما يقترن ببطء حركة الأمعاء أو ضعف الحموضة المعدية.
6. التوتر المزمن وتأثيره العصبي المعوي
التوتر لا يؤثر فقط على الحالة النفسية، بل يغيّر أيضًا الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء.
هذه الإشارات تتحكم في حركة الأمعاء وإفراز الإنزيمات.
عند استمرار التوتر، تتباطأ الحركة الهضمية، مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا ونموها بشكل مفرط.
نصيحة: ممارسة تمارين التنفس، التأمل، والنوم المنتظم تساعد في استقرار حركة الأمعاء وتقليل احتمالية تكرار SIBO.
7. سوء التغذية أو النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات القابلة للتخمر
النظام الغذائي يلعب دورًا مهمًا في تحديد البيئة البكتيرية في الأمعاء.
الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات القابلة للتخمر (مثل البصل والثوم والبقوليات) يمكن أن تزيد من إنتاج الغازات وتغذية البكتيريا الضارة.
في المقابل، اتباع حمية Low-FODMAP يساعد على تقليل التخمر والانتفاخ، وهو أحد أهم الأساليب الغذائية الموصى بها بعد علاج السيبو.
8. العمليات الجراحية السابقة في الجهاز الهضمي
الجراحات التي تشمل المعدة أو الأمعاء قد تغير من مسارها الطبيعي أو تقلل من الحموضة، مثل:
-
جراحة تحويل مسار المعدة.
-
إزالة المرارة.
-
استئصال جزء من الأمعاء الدقيقة.
هذه العمليات يمكن أن تؤدي إلى بطء تصريف الطعام وازدياد فرص نمو البكتيريا غير المرغوبة.
متى يجب إجراء فحص السيبو؟
إذا كنت تعاني من أحد الأعراض التالية، فقد يكون الوقت مناسبًا لإجراء تحليل السيبو التنفسي:
-
انتفاخ متكرر بعد الأكل.
-
غازات مزمنة وإسهال أو إمساك.
-
تعب مستمر وضعف تركيز.
-
فقدان وزن غير مبرر أو سوء امتصاص.
في مختبرات ثقة الطبية، يمكن طلب تحليل SIBO المنزلي بسهولة عبر الرابط الرسمي، حيث يشمل الكيت + التوصيل + التحليل + التقرير الطبي الدقيق.
كيف يمكن الوقاية من فرط نمو البكتيريا؟
-
الحفاظ على حركة الأمعاء المنتظمة عبر النشاط البدني وتناول الألياف باعتدال.
-
تجنب الاستخدام المفرط لمضادات الحموضة دون إشراف طبي.
-
معالجة الأمراض المزمنة التي تؤثر على الجهاز الهضمي.
-
اتباع نظام غذائي متوازن منخفض الفودماب بعد استشارة أخصائي تغذية.
-
إجراء تحليل السيبو بشكل دوري في حال تكرار الأعراض.
خاتمة: الوقاية تبدأ بالفهم والعلاج الصحيح
فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO) ليس مجرد اضطراب هضمي، بل هو خلل معقد ناتج عن تداخل عوامل حركية، مناعية، وتشريحية.
لكن الخبر الجيد هو أن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يعيدا التوازن الطبيعي للأمعاء ويمنعا المضاعفات طويلة الأمد.
ابدأ بخطوة بسيطة نحو صحتك اليوم، واحجز تحليل SIBO في مختبرات ثقة الطبية لتحديد السبب بدقة واستعادة توازن جهازك الهضمي بثقة واطمئنان.
المصدر:
Cleveland Clinic – Small Intestinal Bacterial Overgrowth (SIBO)
