النظام الغذائي في حالات SIBO

يُعتبر النظام الغذائي أحد الأعمدة الأساسية في علاج فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO)، إذ لا يقتصر الأمر على تناول الأدوية فحسب، بل يتطلب إعادة توازن الجهاز الهضمي عبر التحكم في نوعية الأطعمة، وطريقة تناولها، وتوقيت الوجبات.
فالطعام هو الوقود الذي يغذي الجسم، ولكنه قد يتحول – في حالات SIBO – إلى مصدر إزعاج إذا تم اختياره بشكل خاطئ.

في هذا المقال سنستعرض أهمية النظام الغذائي في علاج SIBO، ونشرح مفهوم حمية Low-FODMAP، مع تقديم نصائح عملية ليومي المريض، ودور أخصائي التغذية في تحقيق الشفاء.

اقرا ايضا: كيف يُعالج SIBO؟ أحدث طرق العلاج المعتمدة عالميًا

أولاً: لماذا النظام الغذائي مهم في علاج SIBO؟

عندما تتكاثر البكتيريا بشكل غير طبيعي في الأمعاء الدقيقة، تبدأ في تخمير السكريات والكربوهيدرات الموجودة في الطعام قبل أن تُهضم بالكامل، مما يؤدي إلى:

زيادة إنتاج الغازات (الهيدروجين والميثان).
الشعور بالانتفاخ والامتلاء بعد الوجبات.
اضطراب في حركة الأمعاء بين الإسهال والإمساك.

ولذلك، فإن الهدف من النظام الغذائي هو حرمان البكتيريا من مصادر الغذاء التي تفضلها، مع المحافظة على توازن العناصر الغذائية الضرورية لجسم الإنسان.

ثانيًا: مقدمة في حمية Low-FODMAP

🔍 ما هي حمية Low-FODMAP؟

مصطلح FODMAP هو اختصار لمجموعة من الكربوهيدرات القابلة للتخمّر، وتشمل:

F: الفركتوز (Fructose) – موجود في العسل والتفاح.
O: الأوليغوسكريات (Oligosaccharides) – في القمح والبقوليات.
D: الديسكريات (Disaccharides) – مثل اللاكتوز في الحليب.
M: المونو سكريات (Monosaccharides).
A: البوليولات (Polyols) – مثل السوربيتول والمانيتول في بعض الفواكه والمحليات.

هذه المواد صعبة الهضم نسبيًا، وعندما تبقى في الأمعاء، تتغذى عليها البكتيريا المسببة لـ SIBO وتنتج الغازات والأحماض العضوية التي تسبب الأعراض.

🥗 مراحل تطبيق الحمية

حمية Low-FODMAP تمر بثلاث مراحل رئيسية:

المرحلة الأولى – الإقصاء (Elimination):
يتم فيها تجنب جميع الأطعمة الغنية بالفودماب لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع.
المرحلة الثانية – إعادة الإدخال (Reintroduction):
يعاد إدخال كل مجموعة من الأطعمة تدريجيًا لتحديد أيها يسبب الأعراض.
المرحلة الثالثة – التثبيت (Personalization):
يُحدد فيها النظام الغذائي النهائي المناسب لكل شخص بناءً على تحمّله الفردي.

⚠️ ملاحظة: لا يُنصح باتباع حمية الفودماب بدون إشراف مختص، لأنها تحتاج إلى توازن دقيق لتجنب نقص العناصر الغذائية.

ثالثًا: ما الأطعمة التي يُنصح بتناولها؟

فيما يلي قائمة بالأطعمة التي تُعتبر آمنة ومفيدة نسبيًا لمرضى SIBO:

✅ الكربوهيدرات المسموح بها:

الأرز الأبيض.
البطاطس.
الشوفان الخالي من الغلوتين.
الخبز المصنوع من دقيق الأرز أو الذرة.

✅ البروتينات:

الدجاج المشوي أو المسلوق.
الأسماك الطازجة.
البيض.
اللحم البقري الخالي من الدهون.

✅ الخضروات منخفضة الفودماب:

الكوسة.
الجزر.
السبانخ.
الخس.
الخيار.

✅ الفواكه المسموح بها:

الفراولة.
العنب.
الموز غير الناضج.
الكيوي.

✅ المشروبات:

الماء (بكثرة).
الشاي الأخضر.
القهوة بدون حليب أو سكر مكرر.

رابعًا: ما الأطعمة التي يجب تجنبها في حالات SIBO؟

🚫 الأطعمة الغنية بالفودماب:

القمح، الشعير، والجاودار.
البقوليات (الفول، العدس، الحمص).
البصل والثوم.
التفاح، المانجو، والإجاص.
العسل والمحليات الصناعية مثل السوربيتول.
منتجات الألبان المحتوية على اللاكتوز.

🚫 المشروبات الغازية والمقليات:

تزيد من الانتفاخ وتعيق حركة الأمعاء الطبيعية، مما يفاقم أعراض السيبو.

خامسًا: نصائح غذائية عملية ليومي المريض

🕗 تنظيم الوجبات

يُفضل تناول 3 وجبات رئيسية يوميًا دون وجبات خفيفة متكررة.
ترك فاصل لا يقل عن 4 ساعات بين الوجبات للسماح للأمعاء بالقيام بعملية التنظيف الداخلي الطبيعية (Migrating Motor Complex).

💧 شرب الماء

شرب الماء بانتظام، ولكن تجنب كميات كبيرة أثناء الوجبات لتقليل تمدد الأمعاء.

🍽️ طريقة تناول الطعام

تناول الطعام ببطء ومضغه جيدًا.
تجنب الأكل أثناء التوتر أو الانشغال، لأن الجهاز العصبي يؤثر مباشرة على عملية الهضم.

🧘 إدارة التوتر

التوتر المزمن يؤدي إلى اضطراب في تواصل الدماغ مع الأمعاء، ما قد يزيد من تفاقم الأعراض.
لذا يُنصح بممارسة تمارين التنفس أو المشي بعد الوجبات.

سادسًا: دور أخصائي التغذية في متابعة حالة SIBO

👩‍⚕️ لماذا تحتاج إلى أخصائي تغذية؟

مرض SIBO ليس مجرد اضطراب هضمي، بل يتداخل مع امتصاص المغذيات ويؤثر على مستويات الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين B12 والحديد والمغنيسيوم.
لذلك، يلعب أخصائي التغذية دورًا محوريًا في:

وضع خطة غذائية متوازنة تتناسب مع نتائج التحليل ونوع الغازات (الهيدروجين أو الميثان).
تجنب النقص الغذائي خلال مراحل الحمية.
تحديد المكملات المناسبة لدعم صحة الجهاز الهضمي.
تعديل النظام الغذائي تدريجيًا بعد تحسن الأعراض لمنع الانتكاس.

📈 المتابعة المستمرة

يُنصح بمراجعة أخصائي التغذية أو الطبيب كل 4 إلى 6 أسابيع لمراقبة التقدم وإجراء التعديلات اللازمة.

سابعًا: متى يجب إعادة التحليل بعد تعديل النظام الغذائي؟

بعد تطبيق النظام الغذائي والعلاج الدوائي، يمكن إعادة تحليل السيبو بعد مرور 6 إلى 8 أسابيع لتقييم فعالية الخطة العلاجية.
ويتم ذلك من خلال فحص الزفير التنفسي المتوفر في مختبرات الثقة الطبية، الذي يقيس مستويات الغازات الناتجة عن تخمّر البكتيريا في الأمعاء.

ثامنًا: الخلاصة

النظام الغذائي في حالات SIBO ليس نظام حرمان، بل هو خطة علاجية دقيقة تهدف إلى:

تقليل تخمّر الأطعمة داخل الأمعاء.
إعادة توازن البكتيريا النافعة.
تحسين الامتصاص والهضم.
تقليل الانتفاخ والألم المزمن.

إن اتباع حمية Low-FODMAP بإشراف متخصص، إلى جانب العلاج الدوائي والمتابعة الطبية المنتظمة، يمنح المريض فرصة حقيقية للشفاء واستعادة الراحة الهضمية.

📍 للمزيد من المعلومات أو لحجز فحص SIBO التنفسي بدقة عالية:
https://sibo.trustmedlabs.sa

مختبرات الثقة الطبية – لأن راحتك الهضمية تبدأ من التشخيص الصحيح.

المصادر:

Mayo Clinic. (2024). SIBO: Diet and Nutrition Management.
Monash University. (2023). Low FODMAP Diet Guide.
Cleveland Clinic. (2023). SIBO and Gut Microbiome Health.
Verywell Health. (2024). Dietary Treatment of SIBO: What to Eat and Avoid.